تجاوز المحتوى

هل تمّت برمجتُكـ

الكثير من الأفكار والُمعتقدات التي تجُول في فِكرك
حول أمر مّا..
فعل مّا…
شخص مّا؛
تم زرعها في رأسِك الصغير حينما كنت طفلاً…
ومع تقادم العمر؛ بتّ تتبنى وتؤمن بالمزيد،
إما بوعيٍ منك أو دُونه،
وِفقًا لمعايير بيئتِك المحيطة وقناعاتك التي آمنت بها مسبقًا…

❝❞❝❞

يموتُ طفلُك الفضولي والمتسائل باكراً،
قبل أن يكتشِف هذا العالم؛
ومعه…تموتُ الأسئِلة…!
إما لأنه تمّ إسْكاتُه،
أو قُدِّمت له إجابات قصيرة..مُعلّبة..،
ولا تستدعي مزيداً من البحث…
ليفقِد الدّهشة الممتلِئة بالتساؤلات…

❝❞❝❞

وبالتالي تحِيد أنت تدريجياً عن الفِطرة،
فتُصبِح عبارة عن كائِن يظُن أنّه يعرِف كلّ شيء، عن أيِّ شيء…
فقط لأن لديه اجابات جاهِزة وتفسيرًا لكل مايراه ويسْمعُه؛ بناءًا على عقلِه الذي يُمنطق الأمور حسب برمجتِه…!
يرى زاويةً واحدة لكُل أمر؛
فيفقِد الكثيرَ من الصُّور التى قد تجعلُه أقرب إلى رؤيةِ الصُّورة كاملةً؛
أو الحقيقة…نعم الحقيقة..!
لأنه لا شَيء حقيقي أو صحيح مائة بالمائة…
لا أحد على وجه هذه الخلِيقة، يملُك الحقيقة كاملةً…
كلُّ شخصٍ يرى أيّ أمرٍ تبعاً لبرمجاتِه ومعلُوماتِه….
فما يعْتقِدُه ويراه هو في الواقع صحيح وحقيقي…
“بالنسبة له”
ولكنّ ذات الأمْرِ لشخصٍ آخرَ، ببرمجاتٍ مُختلِفة؛
يحمِل زاويةً أُخرى مُغايِرة
وذلك أيضاً حقيقي وصحيح..
“بالنّسبة له”…

❝❞❝❞

هل تساءلْت يومًا عن بعض الأمور التي تُؤمن بها؟؟
فكِّر قليلا….
أمثلة كثيرة ومقولات مُعلّبة تتبادر إلي ذهني الآن، وأسمعُها على الدوام في مجتمعاتِنا،
وغالِبُها مُرتبط بالدّين..
كـ مقُولة…
“مُسلِمين دون إسلام”،
أو “لهُم الدنيا، ولنا الآخرة”….”لهُم” هنا تعود على كُل شخص لا يُدِين بالإسلام،
أو من اسطُلِح على تسميِته كافِر..!
ولو قرأنا حكَايا (غالِب) من يُرددون هذه العِبارات
سنجِدهم كلّ يومٍ… يكْفُرون؛
دون أن يتأثّر إسلامُهُم….
“حسب ظنِّهِم”!
والبعض لا يتبنّى فقط تلك الجُمل،
بل يأْنسُ بها..
لِيُصبح الدّين شمّاعةً يُعلّق عليْها بؤْسه وأفضليّته على غيرِه…في آن!
فـ يتحمّل أحدُهم حياة بائسةً لا يُريدها، تحت باب مااصطُلِح عليه “الصّبر”؛
ويُمني النّفس بـ جنّة الآخِرة..
لأنّ برمجَته أخبرتْه أنّهُ في الجنّة…والآخَر في النّار…!
فهل وقف يومًا وتساءل عن معنى الإسْلام،
وإن كان في الحقيقة يُمارِسه…!
هل فكّر في معنى التسليم لله الذي وضع كُل خزائن الأرض بين يديه..
أم تعلّق ببرمجات تُشعِرُه أنّ بؤسه ومرضه وعْوزه؛
ماهي إلا ابتلاءات اختارَها الله لهُ؛
فقط لأنه آمن بِه…!

❝❞❝❞

هذه دعوة للبدء بالإستفهام، وطرح الأسئلة
حول كلّ مُعتقد تؤمن به…
كلّ فِكرة…
كلّ تصرُّف…
وكلّ كلِمة تخرُج من فمِك دون وعي…
لأنها خرجت من برمجتِك..
كُن حاضراً وراقب كلّ مايدور حوْلك؛
باستفهامات طفْلٍ وعَى لتوِّه على الحياة..
فـ برمجاتُك ستوقِعُك دومًا في شَركِ المُقاومة، لكُلّ مختلفٍ عمّا تألفُه..
وقد تمنعُ عنك خيرًا، كان في الطّريق إليْك…

❝❞❝❞

وتذكّر….
كل شيءْ
‏كُـ……ـل شيءْ
‏قابل للدحض..
‏والتغيير..
‏والتبديل..
❞❝
حتى هذه الفكرة التي تدور الآن في رأسِك…!

Published inUncategorized

9 Comments

  1. After going over a number of the articles on your web page,
    I really appreciate your way of writing a blog.

    I saved as a favorite it to my bookmark webpage list
    and will be checking back in the near future. Please check out
    my web site as well and tell me how you feel.

  2. I don’t know whether it’s just me or if perhaps everybody else encountering problems with your
    site. It seems like some of the written text
    in your posts are running off the screen. Can someone else please comment and let me know if this is happening to them as well?

    This may be a problem with my internet browser because
    I’ve had this happen before. Many thanks

  3. You could definitely see your expertise in the work you
    write. The world hopes for even more passionate writers
    such as you who aren’t afraid to mention how they believe. All the time follow your heart.

  4. Excellent post. I was checking continuously this blog and
    I’m impressed! Extremely helpful information specifically the last part 🙂 I care for such information much.
    I was seeking this certain info for a very long time. Thank you and good luck.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *