..قف
!ربما تكون صاحب موقف
هل ذاق أحدكم طعم المرارة يوما..؟
هل منكم من جاورت عيناه الدموع..؟
أسمع أحدكم آهات تكاد تنتزع معها الروح..؟
كم أنت بعـيــــــــــــــــــد، إن لم تجد نفسك بين هؤلاء ربما لم نكن أمة توأمها الألم، أو حانت ساعة ولادتها مع بداية تاريخ الأحزان..
ربما نحن من سطرنا بأيدينا عقد ملكية لبؤس نائم على صفحات أيامنا؛ أشياء كثيرة سلمنا بها؛
منها أن هذه الدنيا غابة يأكل فيها القوي الضعيف، والكبير الصغير؛
كما سلمنا بصغرنا وضعفنا حينما أخذتنا أعيننا بعيدا، وصورت لنا أخطبوطا عملاقا يوحي لنا ضآلة حجمنا!؛
لن أخوض في تاريخ جميعنا نعرفه..تاريخ من الآلام والأحزان و…الإنكسارات..!؟؛
ربما كسر في أنفسنا مرآة ضمير تشوهت ملامحه؛
وهل يجدي أن نحمل لوحة لتاريخ من كانوا حيث لم نكن..؟
يا أحبتي كم نحن ضعفاء، وكم تغلبنا شهواتنا وأنانيتنا،كيف ستنظر لنفسك حينما تستيقظ من حلم تأتيك فيه سيدة أميركية لتطلب منك
مقاطعة منتجات بلدها الذي يدعم الإرهاب الحقيقي ضد الفلسطينيين،
فأنت كمن يشتري رصاصة لمن يود قتل خلية في جسد إحساسه، كم سترى نفسك صغيرا؛
حتى تستيقظ لتجد نفسك على سريرك وكل ما حولك أميركي، فتود لو تشكر منبهك الأميركي الصنع، والذي انتشلك من ذلك
الكابوس المفزع، فتواصل حياتك مع وجبة إفطار تبدأ بها يومك مع الكورن فليكس،
فلم يكن ذلك سوى حلم ..!
لا يا أعزائي لم يكن ذلك حلما..!؟
والقضية ليست في رصاصة؛ بل إنها أكبر من ذلك بكثيرإنها طائرات ومدفعيات وصواريخ، إنها اقتصاد دولة…..!!؟
هل كنا نحتاج لمن يذكرنا بأقل واجباتنا، لمن يذكرنا بجدوى مقاطعتنا، بإجمالي الخسائر التي تتكبدها تلك الشركات من مقاطعتنا لها..؟
فمواطنة أميركية تطل علينا عبر إحدى المحطات العربية تدعونا للمقاطعة !؛
ربما تحرك في نفسها شيء مات في ضمائرنا
هل أحتاج للكثير من الكلمات؟..ربما!…؛
لكني لا أجدها، فهل أجدها لديكم جسدا يحمل روحا..لا كلمات على ورق…؟؟
فهل نسجل موقفا؛ قد لا يراه غيرنا لكنه سيكتب في سجل تاريخنا الشخصي،حتى نجد ما نفخر به على مستوى ذاتنا التي مازلنا نحاول بناء ملامحها!
منى مريبد
كن أول من يعلق على المقالة