نتعامل “أحيانا وربما غالبا” مع بعض الأيام وحصيلتها من أشهرٍ وسنوات
وكأنها دخِيلة..
نقف مكتوفي الأيدي في انتظار مرورها،
وكأنّها تدُك أعصابنا حتى تمُر..
وفي الحقيقة هي تأخذ معها عمراً لن نملِك منه سوى الذِّكرى وحلاوة التجربة أو مرارتِها..
وهذه السّنة حملت اجماعاً غير مسبوق يحثُّها على الرحيل..ليطالب البعض، متندرين، بعدم احتسابها من أعمارهم..
ولكن..ماذا لو..
ماذا لو استطعنا ذلك..محْوها ومحوَ كل يومٍ لانريد احتسابه..؟! ماذا ستمحُو؟ وأي شيءٍ سيتبقى لك؟! هل ستسْعد..أم ستبحث عن أوعيةٍ أخرى تملؤُها بمشاعر الفشل والخُذلان..؟!
✿ ✿ ✿
ماذا عنِّي..؟!
لم أكن حليمةً في التّعاطي مع هذه السّنة..
وبين ماراثون دراسيٍ أنهيتُه وآخر أستعِد له..
قبَضَت عطايا هذه السّنة طرف طريقٍ رسمتُه وأدخلته في اعصار استمرّ في الدوران..وكنت أدور معه.. حتى أضعتُ بوصلتِي..!!
مازالت تبِعاتها مُستمرة..
لكنّي توقّفتُ عن الدّوران..حينما قرّرت الابتعاد ورؤية المشْهد من بعيد..
فلكُل شيءٍ وجهٌ آخر لا نراه..حتّى نبتعد قليلاً..
وقد لانراه..ولكنْ علينا الإِيمانُ بأنّه موجود..
ويوم مّا سيُطل علينا..
✿ ✿ ✿
واليوم..
وقبل أن ترْحل هذه السّنة.. أودُّ أن أزرع على وجهِهَا “امتِناني”…
ممتنة جدا لـ كُل التفاصيل الصغيرة والتي لايمر يومي دونها..
ممتنة لـ الصِّحة والحب والسلام في داخلي ومن حولي
ممتنة لـ عائلتي وللأسباب التي حملتني لأحضانهم قبل أن يعلن العالم عزلته بأيام..
ممتنة لـ أُمّي..جنة الله على أرضه..
ممتنة لصحتها..صوتها..وجهها..حبها..بركاتها والأمان الذي يصلني منها وان بعُدت المسافات..
ممتنة لـ صديقاتي.. أعمدة النور..
ممتنة لـ الظلام الذي حملني على اشعال شمعة في قيعان كانت مهجورة..
ممتنة لكُل الخيْر الذي حمله هذا العام لي..
و..ممتنة لي..لـ منى..
ولله..كُل الامتنان..على خيراتِه..
✿ ✿ ✿
ماذا عنك…؟
كن أول من يعلق على المقالة