تجاوز المحتوى

هــلم أيهـــا المــــوت

ماذا يعني أن نموت؟ 

، فنحن نتنفس الحياة برئة منتهية الصلاحية 

وحتى أكون أكثر عمقا؛ 

لنقل ماذا يعني أن يموت من جفت دماؤه تحت حرارة الأنا؟ 

لكنه الموت..لايعرف شيئا عن الحسابات او الإستحقاقات؛ 

يأتي أحيانا متخفيا ليختطف من أحضانك أعز شخص لديك وبدم بارد يطفيء نبضه!؛ 

أي شيء يعتريك أيها الموت وأنت تسمع صيحات المفجوعين وأنت ترى أعينهم وقد نضحت منها الأوجاع!؟ 

أم انك لاتسمع ولاترى غير أرواح حان وقت قطافها؟ 

لم يتسن لي رؤية وجهك حينما خيمت فوق رؤوسنا لثلاثة أشهر وربما مازلت؛ لتمتص جذوة الحياة ممن حان أجلهم؛ 

ولكنك تتمثل اليوم أمامهم هناك في غزة، حيث وجهك الذي يعني التخلي عن كل شي؛ 

عن الأحلام..عن الأمنيات..وعن الروح..؛ 

فصوتك يحاصرهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم؛ 

لم تترك لهم شيئا لينعموا به حتى أبسط أحلامهم صادرتها كما صادر مرسلوك حقوقهم وهوياتهم!؛ 

لكنكم لن تسلبوا ذلك الوطن الذي نبض في صدورهم حتى وإن نزف، 

فبنزفه ترتوي الأرض لتزرع عشقا آخر يبدأ مع نبض وليد صرخ من أجل أب ذهب قبل أن تكتحل عيناه برؤيته !

أو حتى يستطعم معنى الأبوة ولو بمناداة أب عشقه قبل أن يراه!؛ 

لماذا أرسلوك بهذا الوجه البشع وهذا الصوت القاتل؟ 

حتى يزرعوا الخوف منك في قلب شعب أعيتهم دراسة بناءه النفسي؟ 

ألم تخبرهم عن صغار يلعبون وأنت تزمجر فوق رؤوسهم؛ 

عن تلك التي وضعت عينيها في عينيك ولسان حالها يقول هلم إلي فلن تنال من صغاري!؛ 

أم ذاك الذي أتاك مهرولا وقد حمل في كفه أرواح تدنس أرضه وتنتهك حرماته؛ 

أنت أيها الموت وان خيمت برداءك الأسود صامتا كنت أم راجلا، متلبسا لأجسادهم الخاوية من غير الحقد وعقدة الإحتراق، أو حتى ان أتيت متوجا بصواريخ ومدفعيات؛ 

فلن تستطيع رسم صورة الرعب في قلوبهم أو اجتثاث أرواحهم من أرضهم؛ 

فلا شيء في الدنيا يعادل الوطن؛ 

وحينما يكون الوطن مقدسا فإنه يحمل كل قيم الفرد على أرضه والتي من أجلها يعيش ولأجلها سيواجهك 

وإن اختبأت خلف كل ورقة شجر على أرضه 

ولن يكون هنالك خاسر غيرك فالنفس الأبية تأبى حياة الذل ومشاركة المغتصب ..؛

كما تتلهف لحياة منعمة عند رب منتقم يمهل ولا يهمل.. 


منى مريبد



Published inباب خلفي

كن أول من ‫يعلق على المقالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *