تجاوز المحتوى

حراس التفكير..في كل زنقة


قد يكون أصعب أنواع الحصار هو الحصار الفكري؛ 
حيث يصعب أن تعيش أي فكرة في رأسك وهنالك من ينتشرون في أروقته ويقيمون نقاط تفتيش على كل شاردة وواردة؛
رأسا رأسا فكرة فكرة زنقة زنقه كما يقول المثل القذافي؛
 قريبا سيسدل الستار على معرض الكتاب في الرياض،
و ككل عام لاتجد الثقافة في بلدنا لها أفقا رحبا يغذي تطلعاتها، 
ويحفظ للآخر حريته في التفكير لتجهض الفكرة قبل أن تولد وليبقى المجتمع يعيش حالة من الشيزوفرينيا يحمل أفكارا ويعمل 
بأخرى مغايرة فقط لأنها لبست ثوبا حمل اسم الدين!
يأتي حراس الفضيلة ليهجموا على تظاهرة ثقافية كمعرض الكتاب وكأنه وكر رذيلة!؛
ليروا في كل مرتادية أجسادا رحل العقل عن رؤوسها لينزل في مكان آخر؛
وليمنحوا أنفسهم الحق في منع كتاب أو فكر؛ وكأنهم أوصياء علينا؛
ولايدرون بأن مامنعوه سيكون ضمن أولويات القراء، والعالم لم يعد منحصرا في معرض الكتاب فبكبسة زر سيأتي ذلك الكتاب الذي أقيمت عليه الحواجز..!
فمتى سيتحرر المجتمع من وصاية الفكر وإفتراض سوء النوايا من الآخر..
حتام سيحمل هؤلاء مفتاحا للدخول في كل مناحي حياتنا كملائكة يحملون سياط التكفير؛
يرفضون الآخر وينظرو إليه بمنظار الفسق..!
متى سيرتفع ذاك السقف؛
حتى تتنفس طيورنا في فضاءات رحبة، 
ويجد القاريء نفسه حرا في قرارته وقناعاته غير منساق لفكر خوفا من وضعه في قفص الإتهام…!
متى سيشفى المجتمع من عقول أثرت على بنيته الثقافية والنفسية..!




Published inباب خلفي

كن أول من ‫يعلق على المقالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *