يأتينا رمضان كل عام وقد وصل بأرواحنا الجوع إلى حدود الغيبوبة،
أما هذا العام فقد أتى بلباس الأم الحنون ليهدهد قلوبا فاضت جوعا أتى على كل معنى قد يعينها على شظف العيش..!؛
فثارت…ألما..غضبا…،وبحثا عن رغيف كرامة..!
وعلى بقعة أخرى حيث فاض الجوع..جفت الحياة…وكانت الثورة للموت..!
***
كيف أقبلت يارمضان
وفي طريقك كان حمزة
وفي قلبه ثلاثة عشر زهره
يحمل العيش لأبناء درعه
ليكسر به حصارهم
فكسروا عنقه
والتهمت رصاصاتهم جسده البريء
ولأن براءته كانت تغري
لمزيد من التمثيل
قطعوا شيئه
ربما لأنهم يفتقدون شيئا مثله..!
كيف يقتل الأطفال يارمضان
بنهم
وجشع
وغل
مارحموا سنه
ولا براءة تطل من عينيه
في صياصي الأمل زرعناك ياحمزه
ليطلع في سمانا وجهك
كشمس تنشر الإصرار في قلوبنا
على نصر
يريح لهاث أنفاسك
ويخمد نيرانا تعصف بقلوبنا
***
كيف أقبلت علينا يارمضان
ومن حناجرنا اقتلعوا ابراهيم قاشوش
هل مررت به في طريقك الينا
مازالت مياه العاصي تفوح بعبق عطره
وجزيئاتها التصقت بدماءه الطاهره
ساحة العاصي تشتاقه
مع أنه زرع صوته في حنجرة كل حموي..سوري..وعربي
اقتلعوا حنجرته يارمضان
لأن سربا من حمائم ساحة العاصي انطلق يوما من حنجرته
فاقتطفوها وماعرفوا بأن طيوره مازالت تحلق
لتحمل نبضه لقلوب كان قوتها
صوته
***
كيف أقبلت يارمضان
وفي طريقك كانوا يلقون بالأطفال
بالنساء
والرجال..!
كيف أقبلت
وفي طريقك شياطين الإنس لم يصفدوا
وفي الأرض مازالوا
يعيثون الطغيان!
***
أتى رمضان..ونفحات الربيع مازالت تأتينا من كل صوب لتزرع الأمل في أراضينا الجدباء،
فلا تذهب يارمضان قبل أن تزهر تحت ظلالك الفرحه وترتوي عروقنا بسحابات تغسل بقايا جراح حفروها ولن يردمها غير رماد أجسادهم..
***
لماذا أتيت يارمضان؟!
لتعلمنا الصبر
لتطعمنا الأمل
وتسقي عروقنا شيئا من جلد
يعيننا على البقاء..!
***
لماذا أتيت يارمضان،
لنصوم كما اخوتنا في الصومال
لتجف أجسادنا كما هم
لتتساقط حولنا كل نفس رطبة
لأنها ماعادت رطبة..!
لتتلحف عظامنا جلدا تيبس
لنأبى أن تبتل عروقنا
قبل أن تأتيهم سحابة من خير
تأويهم من الجوع والمرض..!
لأي شيء أتيت..؟!
***
بعد تراويح رمضان..تروح أرواح،صغيرة بيضاء كانت تحلق كحمائم ترسم الأحلام،
وأخرى شاخت قبل أن تتراكم فوق قلبها السنون، بحثت عن حق مسلوب..فكان سلب الحياة منها أسلم..!
***
في رمضان…أعدمت المآذن ربما لأنها كانت تصدح بالحق..ربما لأن منها تنساب أصوات تطعم الجياع شيئا من إيمان يطمئن نفوسهم بفرج قريب،
أعدمت لأنها خرجت عن القانون…ونطقت..الله أكبر..من طغيانكم!
***
في رمضان أناس يعتكفون لأنفسهم..وآخرون يعتكفون لغيرهم..، وليكون الموت ثمنا لإعتكافهم، وفي عريضته وقعت أحلامهم على حياة تتنفس كرامة لأبناءهم…!
***
فيك يارمضان..شعر اليهود بأنهم أصبحوا ملائكة أمام آلهة الطغيان في بلادنا، فكنتي ياغزه طريقهم في التنفيس عن طغيانهم والجسد الذي مازال يستحمل الطعون..
طغى اليهود فيك وتجبروا
،وفي طغيان أكبر مازالنا نعزف الصمت..!
***
في عشرة العتق من النيران..اعتقلوا أصابع فرزات وحاولوا طحنها ليمحوا بها صورهم وبشاعة مناظرهم..!
***
في عشرة العتق،انتهكوا حرمة بيوت الرحمن..ففيها تجتمع أرواح من يوحدون غير آلهتهم..!
***
في عشرة العتق، أعتق النوم أعضاء جامعة العرب…ليطلقوا بيانا..”مازال في الوقت متسع لغفوة بعد قصيــــــ ـره”..!
***
في عشرة العتق…لاحت بارقة نصر..هناك، في ليبيا الثوره…فاشتعل في قلبي الأمل الذي احترقت لأجله أجسادهم، ولأتطلع هناك..حيث شامي..حيث أحباب يموتون من أجل حياة..!
***
أراحل أنت اليوم يارمضان..؟!
كيف ترحل
وفي ليلك زرعوا دعواتهم
ومازالوا ينتظرون
ثمار نصر تساقط عليهم
كيف ترحل
ورداؤك ماتتدثر به أوجاعهم
كيف ترحل وصلواتك تطعمهم الصبر
لاترحل اليوم
قبل أن تحمل للطغاة رمضاء جهنم
فلا نجد لهم أنفاسا
ولا يجدون للعيش معنى غير موت يتمنون لو أنه يأتيهم..
***
لاترحل..
فأكثر من أي وقت مضى
اليوم أشتاقـ..كـ!
كن أول من يعلق على المقالة